كرّروا معي: لا أحد يستحقّ السّعادة أكثر منّي
السّعادة. هي تلك المثاليّة الّتي نبحث عنها ولا نجدها. اللّحن الّذي نستقي من ربيعه سكرتنا، نظنّ أنّنا لن نجده إلّا في أوقات لا وعينا، وبذلك نلجأ إلى العالم الافتراضي آملين الوصول إليه
ولكن، أيحقّ لنا أن نحكم على السّعادة بالإعدام فقط لأنّنا نختار تجاهلها؟ دعوني أشرح لكم وصفات السّعادة هذه وكونوا أنتم الحكّام
.الوصفة الأولى: الحزن
السّعادة هي بصيص الأمل ذاك الّذي نتعلّق به ونحن نبكي في منتصف اللّيل، فلا يوجد شيء يكفكف دموعنا غير علمنا أن لهذا الألم نهاية، وأنّ بكائنا سيمضي. لعلّه يمضي غداً، ولعلّه يمضي لاحقاً، ولكنّنا على علم أن هذا الحزن سيرحل، وأنّ الحزن ما هو إلّا فجوة أينعت السّعادة من ربيعها
.الوصفة الثّانية: البساطة
السّعادة هي أوّل لقمة نتناولها من طعامنا المفضّل بعد أن أمضينا أسبوعاً كاملاً نشتهيه. هي الرّشفة الأولى من القهوة، أو من الشّاي، أثناء جلوسنا على الشّرفة ونحن نتأمّل المطر ونشمّ رائحته. هي شعورنا بأنّنا نعيش داخل الكتاب الّذي لم نضعه من يدنا منذ البارحة. هي الدّقائق الأولى من بداية الفيلم الّذي نترقّبه منذ أشهر. هي اللّحظة الأولى حين نضع رأسنا على الوسادة في اللّيل بعد يوم طويل
.الوصفة الثّالثة: النّاس
السّعادة هي حين يقول لنا أحدهم إنّ القميص الّذي نرتديه يليق بنا، وإن ذوقنا في اللّباس مرهف. السّعادة هي أن يتذكّر أحدهم أنّ رأسنا يؤلمنا فقط حين نشعر بالقلق، فيذهب لشراء شرابنا المفضّل ويحاول تهدئتنا، دون أن نقول له شيئاً. السّعادة هي أن يذكرنا أحدهم بالخير، أو يتذكّرنا بشيء فيقول لنا: رأيت صورة لفيروز الأمس فتذكّرت مدى حبّك لها
.الوصفة الرّابعة: الحب
السعادة هي أن يقول لنا الشّخص الّذي لم نستطع التّفكير إلّا به منذ أشهر إنّه معجبٌ بنا أيضاً. هي أن تلتقي أعيننا مع من نحبّهم ونحن نعلم أكثر من أي شيء أنّ هذه النّظرة تدفئ أحشائنا. هي ألّا نستطيع أن ننام ليلاً لفرط تفكيرنا بمعشوقنا. السّعادة الأسمى هي حين يحتضننا هذا الحبيب فنشعر أنّ العالم الحقيقي هو بين ذراعيه وأن الأرض توقّفت عن الدّوران مع لمسته
.الوصفة الخامسة: حبّ الذّات
السّعادة هي أن نحبّ أنفسنا قبل أن يحبّنا أحد، أن نقتنع أنّنا أولى بالحب والتّلذذ بالموسيقى والحياة، وأنّنا نستحق السّعادة وأنّ السّعادة تستحقّنا. السّعادة هي ألّا ننتظر من المجتمع أن يقيّم شخصيّتنا ويحكم علينا بالجمال. هي أن نحبّ الآخرين لأنّنا نحبّ أنفسنا فلا نرى إلّا جميلاً ولا ننشر إلٌا الإيجابيّة والمحبّة
.الوصفة السّادسة: التّفاصيل
السّعادة ليست مصطلحاً متكاملاً نجده فقط في عالم أفلاطون المثالي. فالسّعادة تكمن في التّفاصيل قبل أن تكمن في القالب الأكمل. هي التّعايش مع ألم أرواحنا لأنٌنا ندرك أن الألم فانٍ، هي تقبّل حزننا لأنّنا نعلم أنّه مفتاح السٌلام الدٌاخلي الّذي نستحقّه. وصفة السّعادة هي وصفة مؤلّفة من الكثير من التّفاصيل، والكثير من الحب والأمل
أنا على يقين أنّ ما شدد بي سيهون، وأنّي أستحقّ أن أحظى بحرّيتي وأرتدي زيّ السّعادة، لأنّ هذا الزّي حقّاً يليق بي
فماذا عنكم، ألا تليق السّعادة بأعينكم الضّاحكة وقلوبكم المليئة بالجمال؟
– Nour Abdelrida
I tend to come off like Chandler Bing, from friends who tells jokes, nervously. Senior Journalism student. I am a VERY positive person. Volunteer in many NGOs. I have an obsession in History & specifically the British Invasion or Hollywood’s golden age. My GOOD different is me.